كيف تحمي مواردك المالية: كيفية إدارة المخاطر المالية؟

كيف تحمي مواردك المالية كيفية إدارة المخاطر المالية؟
كيف تحمي مواردك المالية كيفية إدارة المخاطر المالية؟

كيف تحمي مواردك المالية: كيفية إدارة المخاطر المالية؟

تشير الاحصائيات أن نسبة كبيرة من الشركات الصغيرة والمتوسطة تفشل بعد فترة وجيزة من تأسيسها، وذلك على الرغم من نجاحها في بداية الأمر، وذلك يرجع لأسباب كثيرة منها التعرض للكثير من الأزمات المالية غير المتوقعة، ذلك الأمر يبرهن على أهمية تعلم كيفية التخطيط المالي السليم الذي يتضمن استراتيجيات إدارة الموارد المالية.

وذلك لأن الإدارة الفعالة للمخاطر المالية هي بمثابة درع واقٍ يحمي المؤسسات والأفراد من التقلبات الاقتصادية والأزمات غير المتوقعة، لذلك سوف نتطرق للحديث في موضوعنا عن كيف تحمي مواردك المالية: كيفية إدارة المخاطر المالية؟، الى جانب ذلك سوف نوضح مصادر تلك المخاطر وكيفية تحليلها، بالإضافة الى ذلك سوف نشير الى بعض المعلومات التي يمكن أن تساعدك في حماية الموارد المالية والحفاظ عليها الأمر الذي يعني تحقيق نجاحات مستدامة.

إدارة المخاطر المالية

نعتبر إدارة المخاطر المالية من أهم المهارات التي يجب على المؤسسات والأفراد اكتسابها، وذلك لأنها الدرع الواقي ضد الأزمات الطاحنة التي قد تسبب الانهيار، بدايًة دعني أخبرك أن إدارة المخاطر المالية هي عملية تحديد وتقييم المخاطر التي قد تؤثر سلبًا على الأداء المالي للمؤسسة والتحكم فيها، تلك المخاطر مصادرها مختلفة، حيث يمكن أن تنشأ بسبب تقلبات الأسواق المالية أو حتى المخاطر التشغيلية التي تتضمن الأخطاء البشرية والاعطال التقنية.

بالإضافة الى ما ذكرنا يمكن تعريفها على أنها عملية وضع الخطط والاستراتيجيات لمواجهة الأزمات المالية المتوقع حدوثها مستقبلًأ وذلك بإستخدام أدوات التحليل المالي وبعض الأدوات الأخرى، تتضمن العملية التنبؤ بالمخاطر وتحديد نوعيتها والخسائر المتوقع حدوثها بسببها و وضع خطط واستراتيجيات لمواجهتها.

أهمية إدارة المخاطر المالية:-

التخطيط المالي السليم والإدارة الحكيمة للموارد المالية المتاحة في المؤسسات من الأمور الهامة للغاية، وذلك لأنها تساعد على  تجنب الخسائر المالية المفاجئة التي قد تؤدي إلى الإفلاس، الى جانب ذلك من خلال فهم المخاطر المحتملة، يمكن للمؤسسات اتخاذ قرارات أكثر استنارة وفعالية وذلك يساعدها على تحقيق نمو مستدام على المدى البعيد.

بالإضافة الى ذلك توضح إدارة المخاطر الجيدة للمستثمرين والمقرضين أن المؤسسة قادرة على إدارة شؤونها المالية بمسؤولية، وذلك يجعلها جاذبة للمستثمرين مما ينعكس على ادائها المالي بشكل إيجابي، كما أن من خلال تبني سياسات محكمة لإدارة المخاطر المالية وتنويع الاستثمارات، وضمان وجود احتياطي مالي لمواجهة الأزمات، يمكن للمؤسسات تعزيز قدرتها على البقاء والتكيف مع التغيرات الاقتصادية، وذلك يساعد تلك المؤسسات على تحقيق أهدافها الاستراتيجية.

أنواع المخاطر المالية:-

المخاطر المالية تتفرع الى أنواع كثيرة، يمكن لكل منها التأثير على المؤسسات بشكل مختلف، لذلك يجب فهم كافة التفاصيل حول تلك الأنواع للتعامل معها، وفيما يلي سوف نوضح أبرز أنواع المخاطر المالية:-

  • مخاطر السوق:- تحدث بسبب التقلبات في الأسواق المالية والتي يمكن أن تكون تغير في أسعار الأوراق المالية المختلفة مثل السندات أو الأسهم أو الصناديق الاستثمارية سواء بالارتفاع أو بالانخفاض.
  • المخاطر التشغيلية:- تتعلق بالأخطاء البشرية أو الأعطال التقنية التي تؤثر على العمليات اليومية للمؤسسة، وهي تتسبب في خسائر فادحة خاصًة للشركات الناشئة.
  • مخاطر السيولة:- تتمثل في عدم مقدرة الشركة على الوفاء بالالتزامات المالية في مواعيدها المحددة نتيجًة لانخفاض السيولة التي تملكها وذلك الأمر يؤثر على سمعتها ويعرضها للانهيار.
  • المخاطر الائتمانية:- تعني عدم قدرة العملاء على سداد القروض والديون للشركة مما يعني انخفاض سيولتها وتعرض عملياتها التشغيلية للخطر بسبب عدم وجود أموال كافية للتشغيل.

تحليل المخاطر المالية

تحليل المخاطر المالية
تحليل المخاطر المالية

تحليل المخاطر المالية عبارة عن عملية منهجية لتحديد وتقييم وفهم المخاطر التي قد تؤثر سلبًا على الوضع المالي للمؤسسة، هذه العملية تساعد في تحديد نقاط الضعف المحتملة وتطوير استراتيجيات لتقليل التأثير السلبي لهذه المخاطر، وذلك الأمر هام للغاية في عملية إدارة الموارد المالية ويحد من الخسائر المحتملة، ولكن السؤال هنا ما هى خطوات تحليل المخاطر؟ فيما يلي من فقرات سوف نجيبك بالتفصيل.

خطوات تحليل المخاطر:-

عملية تحليل الموارد جزءًا اساسيًا من عملية إدارة الموارد المالية، ولذلك يجب أن تكون على دراية بالخطوات اللازمة لإنجازها بنجاح والتي سوف نوضحها بالتفصيل فيما يلي:-

  • تحديد المخاطر:- في البداية يجب تحديد المخاطر المتوقع مواجهتها من الأنواع التي ذكرناها سلفًا سواء كانت مخاطر تشغيلية أو حتى مخاطر السوق.
  • تقييم المخاطر:- من الضروري أن تجيب على أسئلة كثيرة في هذه الخطوة منها  ما هي احتمالية حدوث كل خطر؟ ومدى تأثيره على المؤسسة وهل سوف يؤثر على الأهداف الاستراتيجية التي وضعها.
  • تطوير استراتيجيات الاستجابة:- بعد انتهاء عمليتي التحديد والتقييم من الضروري العمل على تطوير استراتيجيات الاستجابة وذلك من خلال تجنب الخطر واتخاذ إجراءات للحد من الخسائر التي سوف تنتج عنه
  • المتابعة المستمرة:- بعد ذلك يجب مراقبة المخاطر بانتظام والعمل على تحديث خطط الاستجابة عند الضرورة لكي تكون درعًا واقيًا عند الحاجة لها.

مصادر المخاطر المالية

تواجه المؤسسات مجموعة متنوعة من المخاطر المالية التي تهدد استقرارها ونموها، هذه المخاطر قد تنشأ من عوامل داخلية أو خارجية للمؤسسة، وتؤثر بشكل مباشر على أدائها المالي، وفيما يلي من فقرات سوف نوضح المصادر التي يمكن أن تكون سببًا في تلك المخاطر والتي بعد معرفتها يمكنك عمل خطط إدارة الموارد المالية والتحكم فيها والحد من الخسائر المحتملة.

1- المخاطر السوقية:-

مجموعة من المخاطر مصدرها الأسواق المالية، تشمل تقلبات أسعار الصرف والتي تؤثر على قيمة الصادرات والواردات وتكاليف الاستيراد وربحية الاستثمارات الأجنبية، الى جانب تقلب أسعار الفائدة والذي يؤثر على تكلفة الاقتراض وقيمة الأصول الثابتة وربحية الأوراق المالية الثابتة، بالإضافة الى تقلب أسعار السلع الذي يؤثر على تكاليف الإنتاج والشراء وربحية الشركات المنتجة للسلع وتقلب أسعار الأوراق المالية الذي يؤثر على قيمة الاستثمارات في الأسهم والسندات.

2- مخاطر الائتمان:-

وهي مخاطر يمكن أن تؤثر على المؤسسات الصغرى و تعرضها للخسائر الفادحة، ومنها عدم قدرة العملاء على السداد وهو خطر يهدد بتراكم الديون المتعثرة وتقليل التدفقات النقدية، الى جانب تدهور جودة المحفظة الائتمانية الذي قد يؤدي إلى زيادة نسبة الديون المتعثرة وخسائر الائتمان، بالإضافة الى تغيرات في تصنيف الائتمان وهي عملية تؤثر على تكلفة الاقتراض وقدرة المؤسسة على الوصول إلى التمويل.

3- مخاطر التشغيل:-

هي الأكثر شيوعًا وتشمل الأخطاء البشرية مثل الأخطاء في الحسابات أو فقدان البيانات أو سوء الإدارة بالإضافة الى الأعطال التقنية مثل تعطل الأنظمة الحاسوبية أو شبكات الاتصالات، بالإضافة الى الكوارث الطبيعية مثل الزلازل والأعاصير والفيضانات و تندرج تحتها بعض المشكلات الاخ

4- مخاطر التشريع والسيولة:-

تتمثل مخاطر السيولة في عدم كفاية السيولة النقدية الأمر الذي يؤدي إلى صعوبة في سداد الالتزامات المالية في الوقت المحدد، الى جانب الصعوبة في الحصول على التمويل اللازم في حالة الحاجة إليه، بينما المخاطر القانونية تتمثل في الدعاوى القضائية، حيث ان المؤسسة قد تواجه دعاوى قضائية تتعلق بمنتجاتها أو خدماتها، أو بانتهاك حقوق الملكية الفكرية، الى جانب التغيرات التشريعية التي  قد تؤثر  في القوانين واللوائح على عمليات المؤسسة وتكاليفها.

كيفية إدارة المخاطر المالية ؟

المخاطر المالية هي أي حدث أو عامل قد يؤثر سلبًا على الأداء المالي للمؤسسة كما ذكرنا، وتلك المخاطر يمكن أن تكون متنوعة، بدءًا من تقلبات الأسواق المالية وحتى الأخطاء البشرية داخل المؤسسة واستعرضنا جميع التفاصيل حولها، ولكن السؤال الأهم كيف تدير المخاطر المالية؟، لكي تتمكن من إدارة المخاطر المالية يجب العمل على إتباع خطوات محددة ويجب تعلم الأدوات التي تساعدك في ذلك والتي سوف نوضحها فيما يلي.

خطوات إدارة الموارد المالية:- 

فيما يلي سوف نشير الى الخطوات التي يمكنك اتباعها إذا كنت ترغب في إدارة مواردك المالية، وهي فعالة في جميع الحالات بالنسبة للمؤسسات والأفراد وإليك التفاصيل:-

  • وضع خطة مالية:- من الضروري وضع خطة مالية محددة تشمل جميع جوانب الإنفاق والإيرادات،  ويجب أن تتضمن تحديد الأهداف المالية القصيرة والطويلة الأجل كما يجب وضع ميزانية تضمن تحقيق هذه الأهداف.
  • إدارة التدفقات النقدية:- يجب مراقبة التدفقات النقدية بشكل دوري لضمان وجود سيولة كافية لتغطية النفقات اليومية، حيث يمكن أن تساعد تقارير التدفق النقدي في تحديد أي مشكلات محتملة في السيولة والعمل على حلها قبل أن تؤثر على العمليات.
  • تنويع الاستثمارات:- من المهم توزيع الاستثمارات عبر عدة مجالات مختلفة، ذلك التنويع يضمن أن المؤسسة ليست معتمدة على مصدر واحد للدخل، مما يقلل من تأثير أي تقلبات سلبية في السوق.
  • تحليل الأداء المالي:- من الضروري مراجعة وتحليل الأداء المالي بشكل منتظم للتأكد من أن الموارد المالية تدار بكفاءة، توجد مؤشرات وأدوات كثيرة يمكن أن تساعدك في ذلك عليك استخدامها.
  • تحديد المخاطر وتقييمها:- يجب العمل على تحديد المخاطر ومصدرها، الى جانب ذلك يجب معرفة هل هي داخلية أم خارجية ويجب معرفة احتمالية حدوثها والتأثير المتوقع، لكي تتمكن من وضع خطط محكمة.
  • إنشاء استراتيجيات استجابة:- بعد تحليل وتحديد المخاطر وتقييمها يجب العمل على وضع خطط واستراتيجيات للتصدي لها في حالة حدوثها، كما يجب العمل على تقليل تأثيرها المتوقع وذلك قبل حدوثها، لأن ذلك الأمر سوف يجعل الأرباح مستدامة وسوف يحمي المؤسسة من الانهيار.
  • وضع خطط طوارئ:- يتعين على المؤسسات وضع خطط طوارئ للتعامل مع أي أحداث غير متوقعة قد تؤثر على مواردها المالية بما في ذلك الأزمات الاقتصادية أو التغيرات الكبيرة في السوق،ذلك الأمر سوف يساعد في الحفاظ على استقرار المؤسسة في الظروف الصعبة.
  • المتابعة والتطوير:- بعد وضع الخطط والاستراتيجيات من الضروري مراقبة الأداء المالي وتحليل المخاطر بشكل دوري وتحديث الاستراتيجيات بشكل يتلائم معها.

أدوات إدارة المخاطر المالية:-

يمكن أن تساعدك الأدوات التي سوف نشير إليها فيما يلي على إدارة المخاطر المالية في مؤسستك بشكل كبير، وذلك نظرًا لأسباب كثيرة منها فاعلية تلك الأدوات ودقتها في تحليل المخاطر و وضع استراتيجيات للتصدي لها:-

  • التحليل المالي:- أداة هدفها دراسة البيانات المالية للمؤسسة لتحديد نقاط الضعف.
  • محاكاة السيناريوهات:- أداة يمكن أن تساعدك في تقييم تأثير مختلف السيناريوهات على الأداء المالي.
  • تحليل الحساسية:- يمكن استخدامها في تقييم تأثير التغيرات في العمليات والمتغيرات الرئيسية على الأداء المالي.
  • برامج تحليل المخاطر:- هي عبارة عن مجموعة برامج متخصصة تساعد في تحديد وتقييم المخاطر.
  • التحوط:- أداة تستخدم للتحوط من تقلبات الأسواق وذلك من خلال بعض الأوامر والأدوات المدمجة فيها.

فيما سبق وضحنا كافة التفاصيل حول إدارة المخاطر المالية، بدايًة من تعريفها مرورًا بأنواعها وكيفية إدارتها وتحليل تلك المخاطر، كما وضحنا مصادرها وذكرنا الكثير من المعلومات التي يمكن ان تفيدك إذا كنت صاحب مؤسسة وترغب في الحد من الخسائر التي قد تتعرض لها مستقبلًا.

Open chat
مرحبا 👋
كيف نستطيع مساعدتك؟