تصميم تجربة مستخدم سلسلة وممتعة من العوامل الاساسية في نجاح المواقع التجارية، وذلك لأن التصميم يساهم في خلق تفاعل بين المستخدم والمنتج أو الخدمة التي تقدم، وذلك يجعل من الضروري أن تكون من مهام مصمم تجربة المستخدم العمل على فهم احتياجات وتوقعات العملاء وتلبيتها في التصميم لكي يلقى قبولًا لديهم.
ولأننا في عصر انتشار المنتجات الرقمية، يجب أن نعرف بعض المعلومات حول تجربة المستخدم وكيفية تصميمها وأهميتها بالنسبة للمواقع، ولكي نوفر عليك الوقت والجهد في البحث سوف نوضح لك كافة التفاصيل حول النقاط التي ذكرناها، بالإضافة الى ذلك سوف نوضح مهام المصمم والفرق بين تصميم تجربة و واجهة الاستخدام، لا عليك سوى المتابعة حتى النهاية فقط بتركيز.
ما هي تجربة المستخدم (UX)؟
تجربة المستخدم (UX) هي كل ما يشعر به المستخدم عند تفاعله مع منتج رقمي سواء كان تطبيقًا أو حتى موقعًا الكترونيًأ أو جهازًا ذكيًا، والهدف من تصميم جعلها مريحة وفعالة وسلسة في الاستخدام، بشكل أبسط هي الإحساس العام الذي يصل الى المستخدم أثناء استخدامه للمنتج الرقمي، يمكن أن يكون احساسًا بالرضا والسعادة بسبب سهولة الاستخدام، ويمكن أن يكون العميل غاضبًا بسبب مواجهة صعوبات في الاستخدام.
من هنا تكمن أهمية تصميم تجربة المستخدم، والتي يجب أن يراعى فيها كافة المعايير التي تجعل العميل سعيدًأ وراضيًا من المنتج الرقمي، وذلك لأن الرضا يساهم في زيادة المبيعات ويزيد من ولاء العميل للعلامة التجارية، الى جانب ذلك كلما كانت تجربة المستخدم سهلة ومرنة كلما نجحت الشركة في التفوق على منافسيها وتصدر محركات البحث.
وبالنظر الى المصمم نجده هو الشخص المسؤول عن تحسين تجربة المستخدم من خلاله القيام بدراسة سلوك المستخدمين وتحديد احتياجاتهم وتصميم منتجات وخدمات تلبي هذه الاحتياجات، ومع مهام مصمم تجربة المستخدم التي وضحناها يجب أن يراعي عدة معايير في التصميم أبرزها السرعة والتوافق وسهولة الاستخدام، ومع كل ذلك يجب أن يكون المظهر مقبولًا في النهاية، وفيما يلي من فقرات سوف نوضح المزيد من التفاصيل حول الموضوع.
أهمية تصميم تجربة المستخدم
من الضروري أن يكون الغرض من عملية تصميم تجربة المستخدم (UX) هو عملية تحسين تفاعل المستخدم مع منتج أو خدمة رقمية محددة، وبالتأكيد التحسين يمثل أهمية كبرى للشركات لأنه يمنحها ميزة تنافسية كبيرة، وفيما يلي سوف نوضح المزيد من التفاصيل حول أهمية التصميم:-
- زيادة المبيعات والأرباح:- التصميم الجيد يساهم في زيادة معدلات التحويل بنسبة تصل الى 400% حسب الدراسات الأخيرة، الى جانب ذلك يخفض من تكاليف التطوير وخدمة العملاء ويقلل من نسبة الارتداد ومغادرة الموقع.
- تعزيز العلامة التجارية:- كلما تحسنت تجربة المستخدم كلما زاد ولاء العملاء للعلامة التجارية، وذلك لأنها عنصرًا اساسيًا في بناء ثقة العملاء وتنعكس على سمعة الشركة بشكل إيجابي للغاية وتمنح المنتج ميزة تنافسية تساعده في تصدر الساحة.
- تحسين الكفاءة التشغيلية:- كلما كانت تجربة المستخدم أفضل كلما قلت الأخطاء وكلما زادت سهولة عملية التطوير، وتلك الأمور تساهم في زيادة الإنتاجية وتقلل من وقت التدريب على التعامل مع المنتج الرقمي بالنسبة للموظفين.
- أهمية UX للمستخدمين:- توفر تجربة المستخدم الوقت والجهد على المستخدمين وتساهم في تقليل الإحباط والتوتر وتعمل على
- زيادة الرضا والسعادة وهي عامل أساسي في تسهيل الوصول للمعلومات.
- التفوق على المنافسين:- الشركات التي تستثمر في تصميم تجربة مستخدم متميزة تحصل على ميزة تنافسية كبيرة، تمكنها من جذب عملاء جدد وتساعدها في الحفاظ على عملائها الحاليين.
- إمكانية الوصول لعدد أكبر من المستخدمين:- يساعد تصميم تجربة المستخدم الشامل على ضمان وصول المنتج إلى فئات متنوعة من المستخدمين بما في ذلك الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة، حيث أنه عندما يكون المنتج متاحًا وسهل الوصول للجميع يصبح بإمكان الشركة توسيع قاعدة عملائها.
خطوات تصميم تجربة المستخدم
تصميم تجربة المستخدم (UX) عملية تتطلب منهجية واضحة في العمل تضمن تلبية احتياجات المستخدم وتقديم تجربة سلسة ومريحة، وفيما يلي سوف نوضح الخطوات الأساسية لتصميم تجربة مستخدم فعالة.
البحث والاستكشاف:-
خطوة الهدف منها بناء فهم عميق لاحتياجات وتوقعات المستخدمين، وفيها يعمل المصمم على إجراء مقابلات مع المستخدمين، واستخدام الاستطلاعات للحصول على آراء شاملة، بالإضافة الى ذلك يعمل على تحليل السوق ودراسة المنافسين، والاستفادة من البيانات المتاحة وتقييم كيفية استخدامهم للمنتجات المشابهة.
بالإضافة الى ذلك من مهام مصمم تجربة المستخدم في هذه الخطوة العمل على دراسة المنتجات المنافسة وتحديد نقاط القوة والضعف فيها، كما يجب عليه اكتشاف الفرص في السوق والعمل على تحليل أفضل الممارسات، وذلك لكي يرسم تخطيطًا ذهنيًا للتصميم بشكل كامل.
التحليل والتخطيط:-
هي الخطوة التالية في عملية التصميم والهدف منها تحويل احتياجات المستخدمين إلى متطلبات محددة، وفيها يعمل المصمم على تحليل النتائج من خلال تصنيف البيانات وتحديد الأنماط والاتجاهات واستخلاص الرؤى وتحديد المشكلات الرئيسية، وبعد ذلك يجب أن يحدد الميزات والوظائف الأساسية التي يجب أن يحتوي عليها المنتج، كما يجب أن يراعي قيود الميزانية والوقت.
وبعد الانتهاء من المهام السابقة يجب أن تكون لديه قائمة بالمتطلبات الوظيفية وغير الوظيفية والتي تساعده في العمل على إنشاء النماذج الهيكلية والاولية بعد ذلك، بعد ذلك يجب عليه تحديد مسار تفاعل المستخدم داخل المنتج ويجب العمل على رسم مسار المستخدم وتحديد الخطوات التي يجب أن يتخذها لتحقيق أهدافه، كما يجب التفكير في جميع السيناريوهات الممكنة، بما في ذلك الأخطاء والتحديات التي قد يواجهها.
التصميم الهيكلي:-
خطوة هدفها بناء نموذج مبدئي للمنتج يوضح تخطيط الواجهات، وفيها يطلب من المصمم العمل على تصميم هيكل مبسط لكل صفحة أو شاشة رئيسية، ويجب التركيز خلال التصميم على مكان العناصر بما في ذلك الأزرار والنصوص والصور، دون الالتفات إلى التفاصيل الجمالية.
بالإضافة الى ذلك يتم فيها رسم خرائط رحلة المستخدم من خلال تحديد نقاط التفاعل وتوثيق تجربة المستخدم وتحديد المسارات المحتملة وتحسين نقاط الاتصال، كما يتم فيها تنظيم هيكل المعلومات من خلال تنظيم المحتوى وتحديد التسلسل الهرمي وإنشاء خريطة الموقع والعمل على تحديد العلاقات بين الصفحات.
تصميم النماذج الأولية:-
هي من أهم خطوات تصميم تجربة المستخدم، والهدف منها إعداد نموذج تفاعلي للمنتج يعكس التجربة النهائية، وفيها يستخدم المصمم استخدام أدوات مثل Figma أو Adobe XD في تصميم النموذج، ومن مهام المصمم في هذه الخطوة العمل على إنشاء المخططات الهيكلية من خلال رسم التخطيط الأساسي وتخطيط التنقل وتحديد التسلسل المنطقي.
بالإضافة الى ذلك في هذه الخطوة يتم إنشاء نماذج منخفضة الدقة واختبار الأفكار الأساسية وتجربة حلول مختلفة وجمع التغذية الراجعة، وذلك بهدف الوقوف على أفضل وضع للتصميم النهائي، ومن المفترض بعد عمل الخطوات السابقة أن يتاح نموذج أولي تفاعلي يمكن اختباره مع المستخدمين للحصول على الملاحظات.
اختبار التجربة وجمع الملاحظات وإجراء التحسينات:-
خطوة الهدف منها جمع ملاحظات المستخدمين للتحقق من فعالية وسهولة الاستخدام و تحسين المنتج بناءًا على نتائج الاختبار، وفيها يتم دعوة مجموعة من المستخدمين لاختبار النموذج الأولي والعمل على مراقبة تفاعلهم مع المنتج وتسجيل الملاحظات، وبعد ذلك يتم إجراء جلسات اختبار هدفها تحليل ردود الأفعال وجمع تعليقات المستخدمين، وفي النهاية تحديد المشاكل والنقاط التي تحتاج إلى تحسين بناءًا على ملاحظات المستخدمين.
وبعد تحديد المشاكل ونقاط الضعف يعمل المصمم على مراجعة الملاحظات وتحديد التحسينات الضرورية، وتعديل التصميم حسب الحاجة وإعادة الاختبار إذا لزم الأمر، وبمجرد الانتهاء من فعل تلك المهام نكون أمام نسخة محسّنة من النموذج الأولي تعالج التحديات التي واجهها المستخدمون.
التنفيذ والتسليم والتحسين المستمر:-
خطوة الهدف منها تحويل التصميم إلى منتج فعلي جاهز للاستخدام والعمل بعد ذلك على تحسين المنتج بناءًا على استخدام المستخدمين وتجاربهم، وفيها يتم التعاون مع فرق التطوير لضمان تطبيق التصميم كما هو مخطط، وبعدها تتم مراجعة المنتج النهائي للتأكد من تطابقه مع التصميم والأهداف.
في النهاية نكون أمام منتج جاهز للإطلاق يلبي احتياجات المستخدمين ويقدم تجربة سلسة، وبعد إطلاقه يجب مراقبته للوقوف على المشكلات التي واجهت المستخدمين والعمل على تحسينها والقضاء عليها، ومن الضروري العمل على مراقبة المنتج الرقمي لإصدار التحديثات له بشكل دوري لكي يواكب التطورات.
مهام مصمم تجربة المستخدم
ذكرنا فيما سبق كافة التفاصيل حول تصميم تجربة المستخدم بما في ذلك خطواتها، وفيما يلي سوف نوضح مهام مصمم تجربة المستخدم التي لابد من مراجعتها معه أثناء التعاقد على انشاء المنتج الرقمي، وإليك المزيد من التفاصيل:-
- عمل الأبحاث:- في البداية يعمل المصمم على فهم احتياجات المستخدمين ومشاكلهم وذلك من خلال إجراء مقابلات واستبيانات مع المستخدمين وتحليل البيانات والسلوكيات، لكي يصل في النهاية الى تحديد أهداف المستخدمين.
- إنشاء الشخصيات:- يجب على المصمم إنشاء نماذج افتراضية للمستخدمين المستهدفين، ويجب تحديد خصائص كل شخصية بما في ذلك العمر والجنس والاهتمامات، ويجب عليه تحليل وفهم احتياجات كل شخصية بشكل فردي.
- هيكلة المعلومات:- في الخطوة الموالية يعمل المصمم على تنظيم المحتوى بطريقة منطقية وسهلة الفهم للمستخدم من خلال تحديد بنية الموقع أو التطبيق وتصميم مسارات الاستخدام المختلفة.
- تصميم النموذج الأولي:- هي مهمة من أهم مهام مصمم تجربة المستخدم لأن فيها يتم رسم خريطة تبين تفاعل المستخدم مع المنتج من البداية إلى النهاية بالإضافة الى ذلك فيها يتم تحديد نقاط القوة والضعف لتحسين التجربة.
- التصميم النهائي:- فيها يعمل المصمم على تصميم واجهة المستخدم النهائية وذلك من خلال اختيار الألوان والخطوط والصور المناسبة، والتأكد من أن التصميم يتوافق مع أهداف المستخدم.
- الاختبار والتعاون مع فريق العمل والإطلاق:- بعد عمل المهام السابقة يقوم المصمم بإختبار قابلية الاستخدام واختبار كافة عناصر التصميم وبعدها يتعاون مع فريق العمل لإطلاق المنتج الرقمي بشكل نهائي، وبعد الإطلاق يتعين عليه مراقبة المنتج وإجراء التحسينات عليه.
الفرق بين تصميم تجربة المستخدم وتصميم واجهة المستخدم
فيما يلي سوف نوضح أبرز الفروقات بين تصميم تجربة المستخدم UX و تصميم واجهة المستخدم UI، لكي تكون قادرًا على التفرقة بينهما بسلاسة:-
- التركيز:- يركز UX على التجربة الشاملة للمستخدم ويهتم بمشاعر المستخدم وانطباعاته ويعمل على حل مشكلات المستخدمين وهدف التصميم النهائي تحسين رضا المستخدم، بينما UI يركز على المظهر المرئي للمنتج ويهتم بالعناصر البصرية والتفاعلية ويعمل على جعل الواجهة جذابة وسهلة وهدفه النهائي تحسين شكل المنتج.
- نطاق العمل:- يغطي تصميم UX الجوانب النفسية والسلوكية ويهتم بالاستراتيجية العامة ويتضمن البحث والتحليل ويشمل رحلة المستخدم كاملة من وقت الدخول حتى المغادرة، بينما تصميم UI يركز على نقاط التفاعل المباشرة ويتضمن التصميم المرئي ويغطي العناصر الجمالية ويهتم بالتفاصيل البصرية.
- المهارات المطلوبة:- يطلب من مصمم UX أن يكون لديه مهارات البحث والتحليل ويجب عليه فهم سلوك المستخدم ومن الضروري أن يمتلك مهارات حل المشكلات وأن يكون على دراية بعلم النفس، بينما مصمم UI يجب أن يمتلك مهارات التصميم الجرافيكي وأن يعرف نظريات الألوان ومن الضروري أن يكون متقن لبرامج التصميم وأن يكون مبدعًا.
- الأدوات المستخدمة:- في عملية تصميم تجربة المستخدم يتم الاعتماد على أدوات تحليل البيانات وبرامج إنشاء النماذج الأولية وأدوات اختبار الاستخدام، بينما في عملية تصميم UI يعتمد على برامج تصميم الجرافيك بما في ذلك Adobe XD و Figma الى جانب أدوات تصميم النماذج التفاعلية.
- النتائج:- يهدف تصميم UX الى زيادة رضا المستخدم وتحسين ولاء العملاء ومعدلات التحويل، بينما تصميم UI يساهم في زيادة المبيعات وتحسين الانطباع الأول وتسهيل استخدام المنتج.
- العلاقة بينهما:- يمكن تشبيه UX بالهيكل العام للمبنى بينما UI هو واجهة المبنى، حيث أن UX يضمن أن المبنى يعمل بكفاءة بينما UI يجعل المبنى جذابًا، أي أن العلاقة بينهما تكميلية.
ختامًا، يمكن القول إن تصميم تجربة المستخدم يمثل جسرًا بين احتياجات المستخدمين والتكنولوجيا، ويمثل عنصرًا اساسيًا في بناء علاقات طويلة الأمد بين الشركات وعملائها، ومع استمرار تطور التكنولوجيا وزيادة تعقيد المنتجات ستظل أهمية تصميم تجربة المستخدم في تصاعد مستمر، وفيما سبق وضحنا كافة المعلومات التي سوف تحتاجها في رحلتك نحو فهم العملية كاملة، وإذا كانت لديك استفسارات اتركها في تعليق وسوف يصلك الرد في أقرب وقت.